الثلاثاء، 26 يناير 2010

جبرانيات اليوم

في العطاء - تابع


من الناس من يعطون قليلا من الكثير الذي عندهم وهم يعطونه لأجل الشهرة، ورغبتهم الخفية في الشهرة الباطلة تضيع الفائدة من عطاياهم.

ومنهم من يملكون قليلا ويعطونه بأسره.

ومنهم المؤمنون بالحياة وبسخاء الحياة، هؤلاء لا تفرغ صناديقهم وخزائنهم ممتلئة أبدا.

ومن الناس من يعطون بفرح، وفرحهم مكافأة لهم.

ومنهم من يعطون بألم، وألمهم معمودية لهم.

وهناك الذين يعطون ولا يعرفون معنىً للألم في عطائهم، ولا يتطلّبون فرحا، ولا يرغبون في إذاعة فضائلهم، هؤلاء يعطون مما عندهم كما يعطي الريحان عبيره العطر في ذلك الوادي.

بمثل أيدي هؤلاء يتكلم الله، ومن خلال عيونهم يبتسم على الأرض.

جميل أن تعطي من يسألك ما هو في حاجة إليه،

ولكن أجمل من ذلك أن تعطي من لا يسألك وأنت تعرف حاجته، فإن من يفتح يديه وقلبه للعطاء يكون فرحه بسعيه إلى من يتقبل عطاياه والاهتداء إليه أعظم منه بالعطاء نفسه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق