الأربعاء، 27 يناير 2010

جبرانيات اليوم

في العطاء كذلك

هل في ثروتك شيء تقدر أن تستبقيه نفسك؟
فإن كل ما تملكه اليوم سيتفرق ولا شك يوما ما
لذلك أعطِ منه الآن، ليكون فصل العطاء من فصول حياتك أنت دون ورثتك
وقد طالما سمعتك تقول متبجحاً "إنني أحب أن أعطي، ولكن المستحقين فقط".
فهل نسيت، يا صاح، أن الأشجار في بستانك لا تقول قولك، ومثلها القطعان في مراعيك؟
فهي تعطي لكي تحيا، لأنها إذا لم تعطِ عرّضت حياتها للتهلكة.
الحق أقول لك، إن الرجل الذي استحق أن يقتبل عطية الحياة ويتمتع بأيامه ولياليه، هو مستحق لكل شيء منك
والذي استحق أن يشرب من أوقيانوس الحياة يستحق أن يملأ كأسه من جدولك الصغير
لأنه أي صحراء أعظم من الصحراء ذات الجرأة والجسارة على قبول العطية بما فيها من الفضل والمنة؟
وأنت، من أنت، حتى أن الناس يجب أن يمزقوا صدورهم ويحسروا القناع عن شهامتهم وعزة نفوسهم لكي ترى جدارتهم لعطائك عارية وأنفتهم مجردة عن الحياء؟
فانظر أولا هل أنت جدير بأن تكون معطاء، وآلة العطاءلأن الحياة هي التي تعطي للحياة، في حين أنك، وأنت الفخور بأن قد صدر العطاء منك، لست بالحقيقة سوى شاهد بسيط على عطائك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق