الثلاثاء، 16 فبراير 2010

جبرانيات اليوم

كلمة في المساكن نحفظها في القلوب



بربكم أخبروني، يا أبناء أورفليس، ماذا تملكون في هذه البيوت؟ وأي شيء تحتفظون به في داخل هذه الأبواب الموصدة؟


هل عندكم السلام، وهو القوة الصامتة التي تظهر ذاتكم الشديدة العزم المستترة في أعماقكم؟


هل عندكم التذكارات، وهي القناطر اللامعة التي تصل قنن الفكر الإنساني بعضها ببعض؟


هل عندكم الجمال، الذي يرتفع بالقلب من مصنوعات الخشب والحجارة إلى الجبل المقدس؟


بربكم أخبروني، هل عندكم كل هذا في بيوتكم؟


أم عندكم الرفاهية فقط، والتحرق للرفاهية الممزوج بالطمع، الرفاهية التي تدخل البيت ضيفا، ثم لا تلبث أن تصير مضيفا، فسيّدا عاتيا عنيفا؟


ثم تتحول إلى رائض جبار يتقلّد السوط بيمينه والكلاب بيساره متخذا رغباتكم الفضلى أُلعوبة يتلهّى بها


ومع أن بنان هذه الرفاهية حريري الملمس فإن قلبها حديدي صلد


فهي تهدئ من حدّتكم لكي تناموا، ثم تقف أمام أسرتكم هازئة بكم وبجلال أجسادكم


تضحك من حواسكم المدركة، وتطرح بها بين الأشواك كأنها أوعية سهلة الانكسار


لأن التحرق للرفاهية ينحر أهواء النفس في كبدها فيرديها قتيلة، ثم يسير في جنازتها فاغرا شدقيه مرغيا مزبدا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق